cross
أنت نسيت الغلابة ولا أيه؟؟؟
فى اليوم السابق لعيد الميلاد .... خرج كاهن إحدى مدن الصعيد كعادته ..... و معه احد الخدام
لتوزيع عطايا العيد على المحتاجين فى القرية ........ و بعد أن طافا ببيوت القرية .... بقى كوخ
صغير فى آخر البلدة ..... تردد الخادم فى الذهاب إليه من أجل المجهود الذى قاما به ....و لأن
الوقت قد تأخر .... و حتى يستطيعا اللحاق بقداس العيد .
و لكن الكاهن شجعه و سارا فى طريقهما إلى الكوخ ..... و كانا يتساءلان من سيفتح لهما
الباب لأنهما يعلمان أن السيدة التى تقييم فى هذا الكوخ مقعدة .
وصلا إلى الكوخ .... و طرقا الباب ..... و العجيب أنهما وجدا السيدة تفتح لهما و قد تشددت
رجلاها ... فتعجبا و أعطياها عطايا العيد .... فشكرتهما و أصرت على دخولهما .
عنما دخلا إشتما رائحة ذكية .... و رأيا نورا واضحا فى الكوخ لم يعرفا مصدره .
أما السيدة فقالت لهما : إنى أعيش مع إبنى فى هذا الكوخ .... و لا أستطيع القيام بإحتياجاتى .
و إبنى يقضى معظم الوقت خارج الكوخ ..... وأعانى من الإحساس بالوحدة ... لأنه يندر أن يزورنا
أحد فى كوخنا البسيط هذا البعيد عن القرية .
ليس أمامي إلا الصلاة حتى يرفع عنى الله الإحساس بالوحدة ... و يعطينى شيئا من السلام .
و اليوم بعد أن خرج إبنى ... إزدادت على مشاعر الوحدة و العزلة ... و أنا أشعر أن الناس فى
الكنيسة يلتقون بالمسيح و يفرحون بميلاده . أما أنا فأرقد وحيدة بهذا الكوخ .... لا أشعر بأفراح
العيد ..... أخذت أصلى و أعاتب المسيح لأنه تركنى فى هذه الوحدة .
و كانت معلقة أمامى صورة للمسيح الطفل الذى تحمله السيدة العذراء ..... نظرت إليه و عاتبته
قائلة : ( إنت نسيت الغلابة و لا إيه ... ؟ )
و فيما أنا أنظر إليه بعتاب و دموعى تسيل من عينى و جدته قد خرج من الصورة و إقترب منى
و مسح دموعى و قال لى : كل سنة و إنت طيبة ..... يلا قومى .
فشعرت بفرح ورهبة لا أستطيع التعبير عنها ,....... و أحسست فى نفس الوقت بقوة تسرى فى
كيانى .... فتشددت رجلاى الضعيفتان و قمت منتصبة ..... و إذ المسيح قد إختفى تاركا فى الكوخ
نوره الجميل .... و رائحته الذكية .... و لم يمضى وقت طويل حتى وجدت طرقاتكما على الباب .
تعزى الكاهن و الخادم ... و شكرا الله الذى شجعهما على أخر زيارة و أهم زيارة فى هذا العيد
لينالا بركة المسيح ... الذى حضر بنفسه فى هذا الكوخ الحقير ليصير أعظم مسكن فى القرية .
و كما بارك قديما المكان الذى لا يتوقع أحد أن يولد فيه إنسان ..و هو مزود البقر .... فقد بارك
أيضا هذا المكان .
(عندما يبتعد عنك الناس .... و تشعر بالوحدة و الضعف ...إعلم أن المسيح قريب جدا منك
أطلبه .... و لح فى طلبه .... ليظهر لك ذاته .... و يعزى قلبك .... و تتمتع بسلام و فرح ....
لا يساويه أى فرح من أفراح العالم )